الاثنين، 5 سبتمبر 2011

صفحه رماديه

فى نوبه مراجعه لكتابات احدى صديقاتى تصيبنى كلما اشد على الم الحنين...وقفت كعادتى عند بعض الاجزاء المحببه لى من كتاباتها ثم تغير الحال من مجرد بحث عن دواء فى بعض كلماتها الى رحله بحث عن جمله معينه كانت
بمثابه تعويذه لى لفتره طويله

"سأنساه دون ان اكرهه لان النساء الموصمات بالكره بغيضات وتعلو ارواحهن هوه
داكنه لا احتمل وجودها"

اخيرا وجدت ضالتى المنشوده فى مقال بعنوان تفاصيل موت اخير

ماجذبنى حقا فى الامر انها كانت مؤرخه لمثل هذا الشهر العام الماضى لا اعرف لم اصابتنى تلك الفكره عن شهر سبتمبر انه شهر موت الاشياء

فى ثرثراتى التى لا تنتهى مع الصديقات دوما اكرر انى نضجت فى العامين الماضيين نضجا اثر بشكل كبير فى افكارى وتعاملى مع العالم ...فسنوات الجامعة كانت مرحله شامله من التعليم والخبرات وغيرها...ولكن لكل فتره عمريه
حصيلتها المختلفه من خبرات الحياه

اغسطس كان شهر صادما بمعنى الكلمه...كان شهر من التطبيق العملى لبعض الحقائق شديده الصدق فى
الحياه

بدءا من حضورى للفتره التى كانت فيها جدتى فى مرض موت! وادراكى اليقينى لتفسير
الايه"
الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير
واحساسى بطقطقه عظامها فى يدى عند مساعدتها لتحريك احد اطرافها ...ومرورا بتصويب نور
البطاريه فى عينها للتاكد من وفاتها ونهايه باغلاقى الكفن عليها !!!

واخيرا لانى فتاه طبيعيه تخرج للعمل وتتعامل وترتدى بعد اول ثلاث ايام الوان عاديه ولا
تلطم وتقضى الكثير من الوقت فى الندب والولوله

يفاجئنى السؤال"هو انتى زعلتى عليها؟!!!
تلك كانت البدايه
.....
وتحسن اغسطس فى منتصفه بعوده اخى سالما بعد غياب احسبه انا خمسه شهور وتصر زوجته
انها اربعه فقط واحسها انا اعواما كامله
........
ثم ينتهى الامر بقضاء ليله عيد مملوءه على اخرها بالوحده لاسباب تخرج عن ارداتنا
جميعا اهون فيها الامر على بتذكر رؤيه فى المنام لطفله صغيره جدا اعشقها من قبل ان تراها
عينى واتذكر تفاصيل الرؤيه جيدا ويباغتنى نفس السؤال "مين العيل السئيل ده ياترى اللى كان شايلها ووبعدين
وقعت منه ع السلم؟" .....اقولها لنفسى وانفجر ضحكا واتمتم بصوت ليس سيئ للدرجه
يالا يانادو بلا لكاعه"

الامر فى اغسطس هو حقائقه بموته ووحشته وفزعه ثم فرحته ووحدته واخيرا حنينه...انه
مصغر حياتنا وربما تصيبنا كل تلك المشاعر فى يوم واحد ا وربما فى جلسه واحده مع
صديق قريب

سبتمبر هذا العام ياصديقتى سيكون شهر موت حلم لى ...قررت فجأه وبدون مبررات ان
اهيل عليه التراب بلا رجعه سأكتب انا عن تفاصيل موتى الاخير وعن هذا الشعور
بالخذلان الذى يملأنى وتلك الطأطأه التى تصيب رأسى وانا اتجول فى شوارع احبها وانا
افكر ..وعن هذا السكين الذى طالما حدثتك عنه يقسم شق روحى نصفين

سأصرف الحلم بعيدا دون كره او ندم واشرب مج نسكافيه كبير وادعوك واخريات لفناجين من القهوه اجيد صنعها

سأرحل بكامل ارداتى عن حلمى لأن الاستمرار فى الامر اصبح سخافه لا تليق بفتاه قويه عقلانيه مثلى
تمشى بمشيه معتدله نحو عامها الخامس والعشرون

اعلم ياعزيزتى انك مستاءه من حديثى بهذه الطريقه عن شهر ميلادك وارى الان دموعا
تجرحنى تملؤ عينيك

الحديث بتلك الطريقه الماساويه كان ضروريا فسامحينى وربما اكتب العام القادم لك
وللصغيره عن احتفال يليق بكما

اعلم ان سبتمبر فى غضون ايام سيصالحنى بمفاجاه حجمها صغير ولكنها كبيره حد الجنون
بها

سأنتظر وانا افتح له صفحه بيضاء جديده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق